سكر زيادة
مؤسسة المنتدى
إحترام القوانين : رقم العضوية : 1 المزاج : تاريخ التسجيل : 19/09/2010 661 sms : mms : دعــائي :
بطاقة الشخصية الساعة الأن: التقييم:
| موضوع: التقوى, وَمَنْ يَتَقَِ يَجْعَلْ اللهَ يجعل لَهُ مَخْرَجاً, الأحد 9 يناير - 11:27 | |
| كان عمر يعمل في أحد المراكز الحدودية , وكانت البضائع لابد أن تمر علية حتى يوقع عليها كي يسمح بدخولها داخل البلاد , وكان أميناً في عمله شديد الحرص على تطبيق القانون فكان لايسمح لأحد أن يتخطى القانون مهما كان هذا الإنسان ,وكان رئيسه في العمل يأخذ الرشاوى ويمرر المعلومات نظير مبالغ تدفع إليه, ولقد بلغت برئيسه الوقاحة أن استدعاه في أحد الأيام وأخذ يرغبه ويحثه على أخذ المال , ويسهل الأمور للآخرين كي يكسب المال, ولما سمع عمر هذا الكلام من رئيسه ارتعدت فرائصه وخرج من عنده وهو يكاد يختنق من الحزن والأسى لأن أمثاله عندما يسمعون مثل هذا الكلام يختنقون لأنهم يشعرون أنهم في جو ملوث آسن.مرت الأيام والإغراءات والابتلاءات أمام عينه في كل ساعة من ساعات العمل يأته الراشون برشا ويهم, فهذا يقول هذه هديه من مؤسستنا والآخر يقول هذا المال إكرامية من شركتنا ويحاولون إغراءه بأية وسيلة وهو صامد كالطود يرد ذلك ويرفضه, وأخذ يفكر بينه وبين نفسه إلى متى سيبقى على هذه الحال؟ وخاف على نفسه أن تضعف وتغريه بأخذ مال حرام فهو الآن أمرين لا ثالث لهما: إما أن يتخلى عن وظيفته وراتبه أو أن يتعدى حدود الله, يأخذ الرشاوى, وهنا تذكر قول الله عز وجل﴿ وَمَنْ يَتَقَِ يَجْعَلْ اللهَ يجعل لَهُ مَخْرَجاً.وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾ قدم استقالته وخرج من هذا الجو الخانق بحثاً عن رزق حلال, واشترى شاحنه صغيره وبدأ في نقل البضائع, وشيئاً فشيئا ًرزقه الله واشترى شاحنه أخرى وبدأ بعض التجار يطلبونه لنقل بضائعهم وذلك لمعرفتهم به وبأمانته وحرصه الشديد على سلامة البضاعة, وكأنها بضاعته,وصار لديه شاحنات يعمل عليها سائقون.وفي يوم اصطدمت إحدى شاحناته وتكسرت, وذلك بسبب نوم السائق, فاعتذر السائق لعمر فعفا عنه وسامحه ولم يفعل له شيئاً وكان أحد رجال المرور واقفاً ينظر إليه وهو يربت على كتف السائق يهون عليه الأمر فأندهش الشرطي من سماحة عمر وحسن معاملته للسائق وأصر أن يتعرف علية, ومت الأعوام وصار رجل المرور من كبار التجار وجاءت له بضاعة كبيرة وأراد أن ينقلها فتذكر عمر فأتصل به لنقل بضاعته, وذلك لأمانته وسماحته وحسن خلقه.وأصبح عمر الآن من كبار التجار يملك شركة نقل كبيرة , إنه من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه, وهذا الموظف البسيط ترك وظيفته عندما خاف على نفسه من الحرام وخرج باحثاً عن الرزق الحلال ففتح الله تعالى له أبواب الرزق وأصبح من كبار التجار . | |
|